الرّؤيا الصّالحة ومنزلتها
6 - الرّؤيا الصّالحة حالة شريفة ومنزلة رفيعة كما ذكر القرطبيّ ، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلاّ الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم الصّالح أو ترى له" .
وقد أخرج التّرمذيّ في جامعه أنّ رجلاً من أهل مصر سأل أبا الدّرداء رضي الله عنه عن قوله تعالى : "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا" قال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت ، هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
وقد حكم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّ الرّؤيا الصّالحة جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءاً من النّبوّة وروي غير ذلك.
والمراد بالرّؤيا الصّالحة غالب رؤى الصّالحين كما قال المهلّب ، وإلاّ فالصّالح قد يرى الأضغاث كما في رؤية زجاج بالحلم https://www.tafseerahlam.info/dream2430.html ولكنّه نادر لقلّة تمكّن الشّيطان منهم ، بخلاف عكسهم ، فإنّ الصّدق فيها نادر لغلبة تسلّط الشّيطان عليهم ، فالنّاس على هذا ثلاث درجاتٍ
- الأنبياء ورؤاهم كلّها صدقٌ ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبيرٍ.
- والصّالحون والأغلب على رؤاهم الصّدق ، وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبيرٍ.
- ومن عداهم وقد يقع في رؤاهم الصّدق والأضغاث.
وقال القاضي أبو بكرٍ العربيّ : إنّ رؤيا المؤمن الصّالح هي الّتي تنسب إلى أجزاء النّبوّة لصلاحها واستقامتها ، بخلاف رؤيا الفاسق فإنّها لا تعدّ من أجزاء النّبوّة ، وقيل تعدّ من أقصى الأجزاء ، وأمّا رؤيا الكافر فلا تعدّ أصلاً.
وقريب من ذلك ما قاله القرطبيّ من أنّ المسلم الصّادق الصّالح هو الّذي يناسب حاله حال الأنبياء فأكرم بنوعٍ ممّا أكرم به الأنبياء وهو الاطّلاع على الغيب ، وأمّا الكافر والفاسق والمخلّط فلا ، ولو صدقت رؤياهم أحياناً فذاك كما قد يصدق الكذوب ، وليس كلّ من حدّث عن غيبٍ يكون خبره من أجزاء النّبوّة كالكاهن والمنجّم.
هذا ، وقد استشكل كون الرّؤيا جزءاً من النّبوّة مع أنّ النّبوّة انقطعت بموت النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما ذكر الحافظ في الفتح فقيل في الجواب : إن وقعت الرّؤيا من النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهي جزءٌ من أجزاء النّبوّة حقيقةً ، وإن وقعت من غير النّبيّ فهي جزءٌ من أجزاء النّبوّة على سبيل المجاز.
وقال الخطّابيّ : قيل معناه :أنّ الرّؤيا تجيء على موافقة النّبوّة لا أنّها جزء باقٍ من النّبوّة ، وقيل المعنى : إنّها جزء من علم النّبوّة ، لأنّ النّبوّة وإن انقطعت فعلمها باقٍ.
6 - الرّؤيا الصّالحة حالة شريفة ومنزلة رفيعة كما ذكر القرطبيّ ، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلاّ الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم الصّالح أو ترى له" .
وقد أخرج التّرمذيّ في جامعه أنّ رجلاً من أهل مصر سأل أبا الدّرداء رضي الله عنه عن قوله تعالى : "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا" قال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت ، هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
وقد حكم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّ الرّؤيا الصّالحة جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءاً من النّبوّة وروي غير ذلك.
والمراد بالرّؤيا الصّالحة غالب رؤى الصّالحين كما قال المهلّب ، وإلاّ فالصّالح قد يرى الأضغاث كما في رؤية زجاج بالحلم https://www.tafseerahlam.info/dream2430.html ولكنّه نادر لقلّة تمكّن الشّيطان منهم ، بخلاف عكسهم ، فإنّ الصّدق فيها نادر لغلبة تسلّط الشّيطان عليهم ، فالنّاس على هذا ثلاث درجاتٍ
- الأنبياء ورؤاهم كلّها صدقٌ ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبيرٍ.
- والصّالحون والأغلب على رؤاهم الصّدق ، وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبيرٍ.
- ومن عداهم وقد يقع في رؤاهم الصّدق والأضغاث.
وقال القاضي أبو بكرٍ العربيّ : إنّ رؤيا المؤمن الصّالح هي الّتي تنسب إلى أجزاء النّبوّة لصلاحها واستقامتها ، بخلاف رؤيا الفاسق فإنّها لا تعدّ من أجزاء النّبوّة ، وقيل تعدّ من أقصى الأجزاء ، وأمّا رؤيا الكافر فلا تعدّ أصلاً.
وقريب من ذلك ما قاله القرطبيّ من أنّ المسلم الصّادق الصّالح هو الّذي يناسب حاله حال الأنبياء فأكرم بنوعٍ ممّا أكرم به الأنبياء وهو الاطّلاع على الغيب ، وأمّا الكافر والفاسق والمخلّط فلا ، ولو صدقت رؤياهم أحياناً فذاك كما قد يصدق الكذوب ، وليس كلّ من حدّث عن غيبٍ يكون خبره من أجزاء النّبوّة كالكاهن والمنجّم.
هذا ، وقد استشكل كون الرّؤيا جزءاً من النّبوّة مع أنّ النّبوّة انقطعت بموت النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما ذكر الحافظ في الفتح فقيل في الجواب : إن وقعت الرّؤيا من النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهي جزءٌ من أجزاء النّبوّة حقيقةً ، وإن وقعت من غير النّبيّ فهي جزءٌ من أجزاء النّبوّة على سبيل المجاز.
وقال الخطّابيّ : قيل معناه :أنّ الرّؤيا تجيء على موافقة النّبوّة لا أنّها جزء باقٍ من النّبوّة ، وقيل المعنى : إنّها جزء من علم النّبوّة ، لأنّ النّبوّة وإن انقطعت فعلمها باقٍ.